أضواء على المؤتمر الدولي الرابع عشر حول : سلوكيات المواطنة والمسؤولية الإجتماعية لمنظمات الاعمال في الوطن العربي ، الواقع وآليات التجسيد بالجزائر.
كتب :عصام بابكر كوكو
شاركت مؤخرا في المؤتمر الدولي الرابع عشر حول سلوكيات المواطنة والمسؤولية الإجتماعية لمنظمات الأعمال في الوطن العربي الواقع وآليات التجسيد ، الذي نظمته كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير بالتعاون مع مخبر العولمة وانعكاساتها على اقتصاديات دول الشمال بجامعة حسيبة بن بو علي بالشلف بالجزائر ، سعدت بإهتمام الجامعات الجزائرية بقضية المسؤولية المجتمعية والمواطنة ليس على الصعيد الوطني بل على الصعيد القومي ، والمتابع يجد عددا مقدرا من الدراسات المميزة في هذا المجال والتى قام بها باحثون من الجزائر ، وقد كان هذ المؤتمر فرصة طيبة للتعرف على هذا البلد الجميل من قرب وكذلك لقاء علمائه الذين سعدت بمعرفتهم ، كما كان المؤتمر فرصة طيبة للتعرف على علماء وخبراء من مصر وفلسطين والعراق .
صمم المؤتمر بشكل ممتاز وعالج تسع محاور شملت ، التأصيل النظري لماهية المسؤولية الإجتماعية ومواطنة منظمات الأعمال ، اخلاقيات وقيم المواطنة في انشطة ووظائف منظمات الاعمال ، المسؤولية البيئة المستدامة لمنظمات الاعمال والإقتصاديات الخضراء ، العلاقة بين المسؤولية الاجتماعية وملامح التنمية المستدامة ، الاليات الحديثة لادارة القيم وحوكمة منظات الاعمال ، البنوك الاسلامية وجهودها في اثراء المسؤولية الاجتماعية والتكافل الاجتماعي ، المعوقات التى تواجه منظمات الاعمال في الجزائر والوطن العربي في تحقيق المسؤولية الإجتماعية ومواطنة الاعمال ، استشراف المسؤولية الاجتماعية ومواطنة الاعمال في الوطن العربي وعرض تجارب وطنية ودولية لشركات حائزة على جوائز المسؤولية الاجتماعية والمواطنة الصالحة ، و تمت تغطية هذه المحاور عبر 125 ورقة علمية تم اختيارها من بين 410 ورقة قدمت للمشاركة في المؤتمر، وهذه الاوراق ستمثل إضافة حقيقية لمسرات البحث العلمي في هذا المجال الحيوي .
لقد كان المؤتمر ناجحا و شهد مداولات رفيعة ونقاش علمي مسؤول من العلماء والخبراء من الجزائر وفلسطين والسودان ومصر تمخضت عنها عشرة توصيات ممتازة ، حيث اوصى المؤتمر بتشكيل لجنة من كلية العلوم الإقتصادية وكلية العلوم القانونية بجامعة الشلف للقيام بتحديد المفهوم الرئيسي للمسؤولية الاجتماعية والتفريق بينها وبين الخدمات الاجتماعية داخل منظمات الاعمال ، ضبط مصطلح المسؤولية الاجتماعية والمجتمعية ، كما أوصى المؤتمر هيئات المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية بوضع معايير جديدة ومفرقة بين العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية ، بجانب إنشاء منظمات شرعية متخصصة بقياس الأعمال الخيرية وأعمال المسؤولية الاجتماعية تضع المعايير والمؤشرات الخاصة بالمصارف الاسلامية ، كما دعت التوصيات إلى توفير الاطار القانوني والتنظيمي لتجسيد وتنفيذ المسؤولية الاجتماعية للشركات ، وعلى الدولة إنشاء مجلس أو منتدى للمسؤولية الاجتماعية تنخرط فيه مختلف الشركات من القطاع العام والخاص ، كما جاء في التوصيات الدعوة إلى منح حوافز ضريبية للشركات المسؤولية اجتماعية تجاه اطراف المصالح، ، توعية الاطارات العليا والمدراء في شركات القطاع العام والخاص بأهمية إدراج المسؤولية الاجتماعية في الاستراتجية العامة لها ، ضرورة اهتمام الشركات بأبعاد المسؤولية الاجتماية وسلوكيات المواطنة ضمن إطار ثقافة الشركة من خلال إنشاء قسم خاص في الهيكل التنظيمي ، وأخيرا وجوب ربط برامج المسؤولية الاجتماعية بالحرفة الاساسية للشركة إلى خلق القيمة المشتركة بين الشركة والمجتمع .
ولعل من المعضلات الكبرى والتي تمثل واحدة من الأسباب الرئيسة في بطء عجلة التطور والتنمية في البلاد العربية عدم الاهتمام بمخرجات المؤتمرات العلمية التى تمثل خارطة طريق لكثير من المشاكل والتحديات التى تواجهنا، وكم من دراسات قيمة بقية في رفوف مكتبات الجامعات والمراكز البحثية.