مفاهيم اقتصادية
الشبكة الإقليمية ومعايير مسؤولة
بقلم : أ. د علي عبدالله آل إبراهيم
انتهيت اليوم من الإشراف على دراسة لتطوير الشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية، لتدار وفق منظومة مؤسسية ،ومعاييراحترافية،تراعي ابعاد التنمية الإقتصادية والإجتماعية،التي تحققت في منطقتنا الخليجية على وجه الخصوص،والمنطقة العربية ودول الشرق الأوسط على وجه العموم. فالشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية، هي مؤسسة مهنية استشارية، غير ربحية، مستقلة ، تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات، والعمل على تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات في دول الخليج العربي على وجه الخصوص، ومنطقة الشرق الأوسط على وجه العموم. وتسعى الشبكة لتحقيق أهدافها من خلال تقديم الخدمات الاستشارية، وتنفيذ البرامج التدريبية وورش العمل، وكذلك تنظيم الملتقيات والمؤتمرات المتخصصة في مجالات المسؤولية الإجتماعية والتنمية المستدامة. إضافة إلى مساعدة الشركات والمؤسسات على أن تصبح ممارساتها وأعمالها وأنشطتها مسؤولة ومتوافقة مع معايير التنمية المستدامة. كما تعمل الشبكة الإقليمية على تنفيذ دراسات وبحوث متخصصة، اضافة إلى اصدار دوريات ومطبوعات متنوعة لتثقيق قطاعات الأعمال والمؤسسات الأخرى بممارسات المسؤولية الإجتماعية وفقا للمقاييس العالمية المعتمدة. وكذلك تسعى الشبكة الإقليمية لتوفير مرصد مهني لممارسات المسؤولية الإجتماعية الفاعلة في المنطقة.
وارتضت الشبكة الإقليمية مجموعة من المبادئ التي تسعى لترسيخ فكرة مسؤولية الشركات ورجال الاعمال تجاه المجتمع كمبدأ جديد في التخطيط، والعمل بعيدا عن المعنى المادي المجرد وفكرة الربح والتنافس الاعمى. كذلك تسعى لتسليط الضوء على كل نشاط يهدف لتقديم المساعدة أو المساهمة في الحياة الاجتماعية أو البيئية في المنطقة، وإعطاءه حقه الإعلامي الذي يستحقه، وحث الاخرين على التشبه به.إتضافة إلى ذلك ،العمل على التخفيف قدر الامكان من المعاناة الانسانية والاقتراب من المجتمع وتوثيق الروابط بين افراده، والحفاظ على الصحة العامة والبيئة ومحاولة التخلص من التصرفات المخالفة للقانون والمضرة بالصالح العام، وتقليص هامش الألم والخطأ، لصالح المحبة والتكافل والوعي الاجتماعي.
وبعد مرور خمس سنوات على تأسيس الشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية، والتي اسهمت في تأسيس مؤسسات هي الأولى في الوطن العربي، كالأكاديمية المتخصصة في المسؤولية الإجتماعية، ومركزا متخصصا للأبحاث المسؤولة، ومرصد مهني لممارسات الشركات والمؤسسات المسؤولة في دول الخليج العربي ، وغيرها من المشاريع كبرامج ودبلومات مهنية لإعداد متخصصين في مجال المسؤولية الإجتماعية،ومشاركات وشراكات مهنية مع مؤسسات دولية وعربية متخصصة.. ومن حسن الطالع ، ان تلتقي جمعية عمومية الشبكة تزامنا مع نشر هذا المقال،في اجتماع موسع لإعتماد الخطة الجديدة ، لمرحلة جديدة ، بمبادرات نوعية لأعمال الشبكة الإقليمية في منطقة الخليج العربي،ودول الشرق الأوسط. فهنيئا للقائمين على هذه الشبكة،صبرهم، والذي أثمر عملا نوعيا، يستفيد من جهدهم الآلاف،من المهتمين ببرامج وأنشطة وخدمات المسؤولية الإجتماعية.