في تظاهرة دولية لتحقيق شراكات بين المؤسسات الوطنية والدولية
الشبكة الاقليمية نظمت فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لرعاية الأيتام بمشاركة عربية ودولية واسعة
نظمنت الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية فعاليات” المؤتمر العالمي الثاني لرعاية الأيتام لعام2018م”، بمشاركة واسعة من ممثل مؤسسات وجمعيات ومنظمات عربية ودولية معنية بشؤون الأيتام. وقد ناقش المؤتمر والذي تستضيفه مملكة البحرين للعام الثاني على التوالي موضوع ” آفاق تحقيق الشراكة بين المنظمات الأممية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية بالعالم الإسلامي وانعكاسات ذلك على جودة خدمات رعاية الأيتام”، وذلك بفندق ويندام بتاريخ 12 ديسمبر 2018م في ختام فعاليات وأنشطة الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية لهذا العام والذي حمل شعار ” عام الشراكة المجتمعية2018م”. وقد بدأ حفل افتتاح المؤتمر بكلمة من سعادة الدكتورة أمل البكري البيلي وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم بجمهورية السودان-ضيف شرف المؤتمر ، والتي أكدت على أهمية الشراكة مع المنظمات الأممية المعنية برعاية الأيتام للاطلاع على أفضل التجارب والممارسات الأمميةوالاستفادة منها في تطوير أعمال مؤسساتنا العربية والأسلامية. كما ذكرت أن هناك العديد من المؤسسات العربية والاسلامية المعنية برعاية الأيتام قطعت شوطا كبيرا ومتميزا في مجالات رعاية الأيتام، وانعكس ذلك ايجابا على التشريعات الوطنية ، حيث منحت هذه التشريعات مزايا للأيتام وذويهم وفق أرقى المعايير الأممية مع المحافظة على الخصوصية الثقافية والدينية والمجتمعية . واشادت سعادة الدكتورة أمل البكري البيلي وزيرة التنمية الاجتماعية السودانية بجهود الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية في إيجاد منصة مهنية للخبراء والمتخصصين بمجالات رعاية الأيتام يجتمع حولها الأشخاص ذوو العلاقة من أجل العمل معا نحو تجويد الخدمات المقدمة للأيتام وذويهم.
كما قدم سعادة الأستاذ عيسى بن فريح التميمي رئيس الدورة الثانية للمؤتمر العالمي لرعاية الأيتام كلمة قال فيها” إن المؤتمر العالمي لرعاية الايتام والذي يقام في عامه الثاني وبتنظيم من مركز خدمات مؤسسات رعاية الأيتام بالشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية ، وتناقش أوراق عمله موضوع “آفاق تحقيق الشراكة بين المنظمات الأممية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية بالعالم الاسلامي ، وانعكاسات ذلك على جودة خدمات رعاية الأيتام”، يهدف إلى جمع ذوي الاختصاص والخبرات لعرضها ومناقشتها وتبادل الخبرات عاما بعد عام وذلك لتحفيز مؤسسات رعاية الأيتام على جعل المسؤولية المجتمعية تنبثق من استراتيجية تلك المؤسسات ، وليست فقط نشاطا عابرا. وأضاف كذلك ” لقد حرصنا منذ إطلاق هذا المؤتمر في دورته الأولى، وجائزته الأولى من نوعها في المنطقة العربية، أن نبين لكم جميعاً بأن أعمالكم الجليلة لمحل تقدير واعتزاز لدى جميع العاملين والمستفيدين في هذا القطاع الأهلي والخيري والرسمي المعني بتوفير خدمات ورعاية للأيتام وذويهم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يقبلها منكم ويجزيكم خير الجزاء، فأنتم على رأس مؤسسات تقدم عملا من أفضل الأعمال المحببة لله عز وجل ولرسوله صل الله عليه وسلم، ألا وهو “رعاية وكفالة الايتام” ومعهم أمهاتهم الأرامل وذويهم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار.
كما حرصنا أن يكون هذا المؤتمر عالمي في محتواه وأغراضه، ليكون منصة تتشارك فيها منظماتنا الوطنية في العالم الإسلامي مع المنظمات الأممية في سبيل تجويد الخدمات المقدمة للأيتام، وفق مرجعيات معيارية عالمية، على أن تراعى فيها الخصوصية والثقافة الإسلامية والوطنية.
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نتوجه بخالص الشكر إلى المؤسسات الرسمية في العديد من الدول العربية والاسلامية، والتي عملت على تطوير تشريعاتها بهدف تقديم رعاية أفضل للأيتام وذويهم، فحققت العديد منها نجاحات مقدرة.كما أن الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية لا يمكن أن تحقق أهدافها دون شراكات حقيقية، فأنتم جميعا والداعمين لأعمالها أساسا صلبا، وحلقة مهمة من حلقات أداء الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية لرسالتها.. فشكرا لمن ساهم وسيساهم في وضع لبنة من لبنات تحقيق أهداف هذه الشبكة الاقليمية السامية بأهدافها وأعمالها ورسالتها..وفي ختام كلمته قال الأستاذ عيسى التميمي رئيس المؤتمر” نود أن نرفع جزيل الشكر وعظيم الإمتنان لمملكة البحرين قيادة ومؤسسات وشعبا على احتضان هذا المؤتمر وتوفير الدعم له حتى تتحقق الأستدامة لأعماله.كما نشكر ضيوف شرف المؤتمر من خبراء ومتحدثين، والمكرمين من الدول العربية والاسلامية بجائزة كافل، وكذلك لرعاة هذا المؤتمر المبارك، وضيوفنا من داخل وخارج مملكة البحرين..سائلين الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا المؤتمر مساهمة حقيقية لتأسيس علاقات مهنية متينة بين المؤسسات الاسلامية والعربية المعنية برعاية الأيتام مع نظيراتها الأممية لتنعكس إيجابا على جودة الخدمات المقدمة للأيتام وذويهم.
ثم تم بعد ذلك الأعلان عن الفائزين بجوائز التميز في مجال رعاية الأيتام بدول العالم الإسلامي لهذه الدورة من دورات المؤتمر. حيث فازت سعادة الدكتورة أمل البكري البيلي وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم من جمهورية السودان بجائزة ” شخصية العام في مجال رعاية الأيتام لعام 2018م”. كما فازت الأستاذة سلوى الكوهجي من مملكة البحرين بجائزة كافل للجهات الداعمة لمؤسسات رعاية الأيتام لعام 2018م. ثم بدأت جلسات عمل المؤتمر، حيث تم تقديم 12 ورقة عمل علمية من خلال ثلاث جلسات علمية، بالإضافة إلى ورش عمل متخصصة قدمها خبراء ومتخصصون من الدول العربية ومن خارجها، وقد تم من خلالهم عرض أطر وتجارب في مجال الشراكات مابين المنظمات الوطنية والأممية في مجال رعاية الأيتام، مع طرح الضوابط المهنية لتعزيز هذه الشراكة لتحقق العائد المرجو منها. وقد أشاد المشاركون بهذا المؤتمر وماتحقق من خلاله ، إضافة إلى أنه تم رفع توصيات في ختام المؤتمر طالبوا من خلالها على استدامة انعقاد هذا المؤتمر سنويا ، وأكدوا كذلك على أهمية بناء الشراكات بين المؤسسات العاملة في قطاع رعاية الأيتام لما لذلك من انعكاس ايجابي على بناء قدرات هذه المؤسسات بشريا ومؤسسيا ومهنيا ومعرفيا. كما طالب المشاركون على ايجاد ميثاق شرف عربي واسلامي للعاملين في مجال قطاع الأيتام وفق أرقى المعايير العالمية المهنية. واقترح المؤتمرون كذلك في توصياتهم على أهمية اطلاق منصة رقمية لإدارة المعرفة في مجال رعاية الأيتام، إضافة إلى تبني استراتيجيات اعلامية تعزز ممارسات الشراكة بين هذه المنظمات. وحث المؤتمرون في توصياتهم على أهمية زيادة التشريعات التي تساهم في توفير مزايا إضافية للأيتام وذويهم وتساهم في تعزيز الشراكات بين المنظمات العاملة في القطاع وطنيا ودوليا. كما طالب المشاركون بتأسيس مركز للدراسات والأبحاث معني بقطاع الأيتام، إضافة إلى أهمية رصد أفضل التجارب والممارسات في مجال رعاية الأيتام وحث المؤسسات بالتعرف عليها عبر برامج زيارات وملتقيات متخصصة. وكذلك حث المشاركون المؤسسات الأكاديمية من جامعات وكليات ومعاهد متخصصة بتبني مقررات أكاديمية متخصصة ومسار تخصصي علمي في مجال رعاية الأيتام، إضافة إلى وجوب أن تبادر الغرف التجارية من خلال أعضائها المنتسبين لها من شركات ومؤسسات لدعم برامج متميزة في مجال رعاية الأيتام وذلك في إطار مسؤوليتهم المجتمعية. علما أن المتحدثون في المؤتمر تناولوا عبر أوراق عملهم العلمية موضوعات هادفة وعميقة في مجال رعاية الأيتام منها: دور الشراكات في تطوير نوعية الخدمات المقدمة للأيتام ومواكبتها لاحتياجاتهم المستقبلية. ومراكز المعلومات والإحصاءات المتخصصة في قطاع الايتام ودورها في إنجاح جهود الشراكات الوطنية والعالمية. وكذلك محور”الشراكات المرتكزة على القدرات الذاتية للمؤسسات العاملة في قطاع الايتام وتحقيقها لحاجات الأيتام المتنامية”. إضافة إلى محور المنظمات الأممية ووكالات الأمم المتحدة ذات الاهتمام ببناء الشراكات في مجال خدمات رعاية الايتام، وكذلك محورتحسين الأداء المؤسسي والتفاعل الدولي عبر الشراكات الاستراتيجية المعتمدة على تبادل الخدمات بين مختلف الجهات ذات العلاقة بقطاع الأيتام. ومحور شراكات استراتيجية ، مهنية ومستدامة لرعاية أيتام العالم الإسلامي ،إضافة إلى محور الشراكات المهنية ودورها في تحقيق الخطط الاستراتيجية لمؤسسات رعاية الايتام ومعالجة فجواتها .وكذلك أطر الشراكات ومجالاتها المتاحة وفق مقاصد الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة 2030 . واخيرا تم تناول محور “أدوات مبتكرة تساهم في انعاش الشراكات الحالية في مؤسسات رعاية الايتام وتعظيم عوائدها” . كما تم على هامش المؤتمر افتتاح معرض متخصص لمؤسسات رعاية الأيتام لعدد من المؤسسات البحرينية والعربية.