المسؤولية المجتمعية للشركات
رضا أحمد فؤاد توفيق
سفير أممي فخري في الشراكات المجتمعية
هنالك من يعتقد من بعض التنفيذين العاملين في القطاع الخاص بأن المسؤولية المجتمعية هي عبارة عن هبات أو رعايات او مساعدات مالية تقاس بقيمة التبرعات التي تشارك بها. و هذا يولد الشعور لدى المسؤولين بعدم رغبة في المشاركة أحياناً حيث انها لا تعود عليهم بالنفع وتعد من العبئ الثقيل.
لذلك وجب علينا تصحيح المفاهيم ويجب علينا أن نقوم بتوضيح المعنى الشائع عن المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة للشركات بأنها:
مجموعة من الإلتزمات الأدبية والمعنوية والأخلاقية وسلوك تطوعي خيري إتجاه أصحاب المصلحة ( شركاء – موظفون- عملاء – مجتمع)
ولا يمكن ان نغفل النظر عن أهمية التفاعل والإنخراط في المجتمع الذي نعمل فيه ونقدم خدماتنا له، ولذلك من الضروري أن يكون لدينا منهج ثابت وإلتزام بإشراك اصحاب المصلحه والتعامل مع الإحتياجات المجتمعية
ولذلك فإن إنطلاقة التغير في العمل المجتمعي وإخراجه من الرعوية الى الإستدامة ومن الهبات الى مبادرات وبرامج مجتمعية داخل المنظومة أو خارجها، لتعزيز قدراتها وتمكينها من التحول إلى منظومه إدارية عصرية تعمل بفاعلية وإستراتيجية واضحه طويلة المدى ليكون الأثر إيجابيا وواضحا على أصحاب العلاقه وحتى تؤتى ثمارها فاعلة على الأصعدة الاجتماعية والبيئية والإقتصادية، وذلك من خلال الموائمه بين الإستراتيجيات التجارية ومصلحه المجتمع المحلي طويله المدى.
دور القطاع الخاص الإجتماعي تجاه العاملين يعتبر بداية لتفعيل إستراتيجية المشاركة المجتمعية بالإهتمام بالفرد العامل لدى الشركة من جميع النواحي يحقق مردود إيجابي واضح . كما ان للبيئة دور رئيسي وعلاقة طردية في عمل الشركات فكلما كانت البيئة المحيطة سليمة كلما كان العمل والإنتاج ذو جودة عالية . أيضا يجب الإهتمام بتنمية المجتمع والمساعدة والمشاركة في البرامج الإنسانية التي تنطلق من الوازع الديني والوطني والأخلاقي .
إن إلتزام الشركاتالمجتمعية ” ليست التبرعات فقط” بل القيام بذلك من خلال مجالات أوسع على سبيل المثال لا الحصر وضع خطط وإستراتيجيات تجنب المجتمع كثير من الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والبيئية والتي قد تكون نتائجها السلبية أكبر بكثير من التكاليف المتواضعه المترتبة عليها
إن الهدف الرئيس والرؤية المستقبلية المستمدة من 2030 تهدف الى دمج المجتمع بمحيطة ومؤثراته ليصبح الجميع وعلى راسهم الشباب عناصر فاعله مبادرة تترك بصمة وتكون قدوة والإيمان الراسخ بقيمنا ومبادئنا الأخلاقية التي تمثل سلوك اي مسؤول مجتمعي.