الشبكة الإقليمية وبمشاركة شرفية من منظمة الصحة العالمية وخبراء دوليون
نظمت الندوة العلمية الرفيعة المستوى بشأن جهود للوصول إلى لقاحات وباء “كوفيد-19”
برعاية من سعادة الدكتور صلاح علي بن عبدالرحمن الوزير و البرلماني السابق / السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية، وبرئاسة سعادة الدكتور أحمد محمد شمس الدين الكندري الطبيب الإستشاري-السفير الأممي للشراكة المجتمعية- نظمت الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية(مكتب أوربا)، وبمشاركة شرفية من منظمة الصحة العالمية فعاليات ” نظمت الندوة العلمية الرفيعة المستوى بشأن الجهود العالمية للوصول إلى لقاحات وباء “كوفيد-19”، بتاريخ 30 ديسمبر 2020م ، عبر تطبيق الزوم، وبمشاركة خبراء من منظمة الصحة العالمية ، ودول أوربا ، وكذلك خبراء وأطباء من الدول العربية . وقد قدم سعادة الدكتور صلاح علي بن عبدالرحمن الراعي الفخري للندوة كلمة افتتاحية قال فيها ”
نُرحب بكم أجمل ترحيب في الحَدث الثاني ضمن مسارات ” القطاع الطبي والمسؤولية المجتمعية”، والذي تنظمه الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية (مكتب أوروبا)، وبمشاركة العديد من الخبراء والمتخصصين، والموسومة بعنوان “الندوة العلمية الرفيعة المستوى بشأن الجهود العالمية للوصول إلى لقاحات وباء “كوفيد 19″، حيث تٌقام الندوة تحت شعار “مٌوجهات لضمان الحصول العادل على اللقاح الآمن في كل أنحاء العالم”. و أود أن أُعرب عن امتناني للشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية في تنظيم هذه الندوة الفريدة من نوعها و الهامة في توقيتها و المُوفقة في شعارها.
كما يُسعدنى ويُشرفُنى حٌضوركم الكريم، و أخصٌ السادة المتحدثون في الندوة على ما بذلتموه من جهدٍ فى سبيل إعدادكم لأوراق عمل هذا الملتقى العلمي رفيع المستوى، والذى سوف يٌؤتى ثماره ويحقق الأهداف المَرجوة منه بإذن الله تعالى بفضل عملكم المخلص وإسهاماتكم الفعّالة ونواياكم الصادقة.إن حِرصنا على تنظيم هذه الندوة الطبية العلمية المتخصصة، هو استجابة لحاجةٍ عالمية ومطلبٍ إنساني، حيثٌ أنه وبعد جهودٍ كبيرة و تجاربٍ عديدة، تم رعايتُها من خلال منظمة الصحة العالمية، إضافةً لدولٍ عديدة، ومراكز بحثية، وشركاتٍ متخصصة في الصناعات الدوائية، وكذلك هيئات الرعاية والخدمات الطبية والصحية الوطنيةِ منها والإقليمية، نجحت هذه الجهود في الوصول إلى عدد من اللقاحات الناجعة لوباء فيروس “كوفيد 19″، وهو جهد تحقق بتضامنٍ وشراكةٍ عالمية لا مثيل لها، الأمر الذي وجّهَ أنظارَ العالم أجمع نحو هذه الجهود ونجاعتها في التصدي لهذا الوباء. ولذلك تأتي هذه الندوة العلمية في وقتٍ يحتاج العالم أجمع إلى أن يسمع من خُبراءٍ و مُختصين في مقامكم عن التطورات و المستجدات في موضوع لٌقاحات هذا الوباء و مأمونيته وآليات إيصاله إلى مستحقيه.
ولعلّ الأمر الذي يٌشغل الجزء الأكبر من العالم، هو حول كيفية وصول هذا اللقاح إلى كل من يحتاجه، بعدالةٍ وشفافيةٍ وشراكةٍ عالمية. فكما تعلمون أن الكثير من دول العالم، تفتقر إلى الإمكانيات لتغطية تكاليف الحصول على هذا اللٌقاح، مما يهدد بعدم وصوله لهم، بالرغم من جهود منظمة الصحة العالمية وتبنيها مبادرة عالمية و إنسانية، والمتمثلة في مبادرة ” كٌوفاكس” العالمية لتوفير لقاحات وباء “كوفيد 19” للدول النامية والأقل نموا عبر شراكات ودعم عالمي. لذا علينا أن نكونَ جاهزين للجائحة وعلينا بذل قٌصارى الجهود لضمان الوصول العادل و الآمن إلى التشخيص والعلاجات واللٌقاحات. وأضاف سعادته كذلك قائلا”لقد ذكرت منظمة الصحة العالمية أن نحو 200 لقاح مضاد لفيروس كورونا في مرحلة التجارب السريرية أو ما قبل السريرية حاليا، وذكر مدير عام منظمة الصحة العالمية د. تيدروس أدهانوم : “إنه كلما اختُبر عدد أكبر من اللُقاحات لإنهاء الجائحة، كلما زادت فٌرص الحصول على لٌقاح آمنٍ وفعّال”. وأضاف “ليس لدينا ما يضمن أن أي لقاح واحد قيد التطوير الآن سيكونٌ ناجعا. لكن تاريخ تطوير اللقاحات يخبرنا أن البعض سيفشل والبعض الآخر سينجح”.
كما دعا مدير عام منظمة الصحة العالمية إلى ضمان عدالة توزيع اللٌقاح، وقال: “أسرع طريق للقضاء على جائحة كوفيد-19 وتسريع الانتعاش الاقتصادي هو ضمان تلقيح بعض الأشخاص في جميع البلدان، وليس جميع الأشخاص في بعض البلدان”.
و تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه بمجرد توزيع لقاح كوفيد-19 الفعّال في معظم دول العالم، واستعادة القدرة على السفر و التنقلات والتجارة الدولية بالكامل، سترتفع المكاسب الاقتصادية بكثير و تتحسن الأوضاع و تعود الحياة الطبيعية تدريجيا. وعند الأخذ في الاعتبار ما شهده العالمٌ مؤخرا من نقص في معدات الوقاية الشخصية ووسائل الاختبار، من الواضح أن هناك حاجة الى بذلِ جُهد دولي مٌنسق لتجنب حدوث نقصٍ مماثل في اللٌقاح، وتفادي حرمان أعداد كبيرة من الناس من اللقاح. و إن أيّ لٌقاح يجب أن يكونَ متاحا في جميع البلدان للتصدي للفيروس، لأنه لن يكون أي بلد في مأمن من تداعيات الوباء حتى تتم حماية جميع البلدان. لذلك علينا جميعا حشد جميع الطاقات حول هدف مشترك جامع نصه: نحو عالمٍ واحدٍ محمي، لأن أحداً لن يكون بمأمن، ما لم يكن الجميع كذلك.إن تناول الخبراء وأهل الإختصاص في هذه الندوة النوعية المتميزة، موضوع الجهود العالمية للوصول إلى لٌقاحات وباء “كوفيد 19 “، جاء في ظل التسارع الملموس في تحورِ هذا الفيروس بأشكالٍ مختلفة و أنماطٍ متسارعة وحدوث طفرات جينية متعددة، مما أوقع العالم في تحدٍ كبير و لبس حول جدوى هذه الجهود في مكافحة الوباء والأمل منها. وبالتالي، يحتاج العالم منكم إلى بث روح الأمل و نشر الطٌمأنينة في أن التعامل مع هذا الفيروس الخطير و المشاكس و المتغير ممكن، متى ما استطعنا أن نٌوفِّر الأسباب لذلك من خلال اللٌقاحات الآمنةِ و الفعّالة واستمرار إجراءات الوقاية الشخصية والمجتمعية من لِبس الكمامات وغسل الأيدي والتباعد الإجتماعي وغيرها، مع التركيز على قِصص النجاحات التي تحققت على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.كذلك، وددنا في هذا الندوة العلمية، أن تكونَ مٌناسَبةً للإشادةِ بالجهود العالمية للوصول إلى لٌقاحات وباء “كوفيد”19″، حيث أنّ هذه الإنجازات التي تتحقق، والمتمثلة في السرعة الهائلة وغير المسبوقة للوصول إلى لٌقاحات آمنة، بعد جهود بحثية وعلمية عميقة، وكذلك التجارب التي تمت على شريحة واسعة من المتطوعين، هو إنجازٌ محل تقدير من العالم أجمع. فبارك الله في هذه الجهود، ونسأله سبحانه أن تُكلل بالنجاح التام، نحو تجاوز هذا الفيروس وضحاياه الكُثر في العالم أجمع. و علينا أن نَطمَئن أنه بوحدتنا و توحيدِ خُططنا و تضافُرِ جُهودنا و روح الفريق الواحد المسؤول سنصلُ إلى مشارفِ نتائجٍ إيجابية و واعدة، وسنخرج من هذه الأزمة بإذن الله منتصرين. ولنعلم إن جائحة فيروس كورونا رِهان لا بد من كسبه و تحدٍ لا بد من خوضه و معركةٍ لا بد من الإنتصارِ فيها. واختتم كلمته قائلا”
لا يمكن أن أتجاوز هذه الفرصة، ومن خلال هذه الكلمة الإفتتاحية، من دون الإشادة بقادة الكثير من دول العالم والعديد من صٌناع القرار والمُؤثرين في صناعة السياسات والقرارات في دولهم وعالميا، والذين تقدموا قبل غيرهم للحصول على هذا اللقاح، حتى يكونوا قُدوات ويحفزوا الآخرين لأخذه، فهذا الصنيعُ محطّ تقديرٍ و عِرفان.
وختاما، نتطلع أن يتم تجسيد شعار هذه الندوة العلمية الطبية والتي تحمل مٌواءمة إنسانية عند تسليطها الضوء على “المُوجهات لضمان الحصول العادل على اللقاح الآمن في كل أنحاء العالم”.
متمنيا لكم التوفيق والسداد، وأنتم تٌقدمون خِبراتٍ معرفية ومعلوماتٍ رصينة و تجاربٍ ناجحة عبر أوراقِ عملٍ تجيبون فيها على تساؤلات العالم أجمع.