بناء قدرات منظمات المجتمع المدني ودعمهم.. مسؤولية مجتمعية
تنبثق مسؤولياتنا المجتمعية من خلال منظمات المجتمع المدني، والتي بدورها تعبر عن مجموعة من التطلعات الأخلاقية والفكرية والاجتماعية والسياسية بهدف تحقيق حياة اجتماعية مدنية أفضل يمارس الجميع فيها حقوقه المدنية بحرية دون قيود أو شروط مع القيام بواجباتهم دون تقصير أو تأخير. لذا كان لاستقلاليى المجتمعات المدنية أهمية عظمى ومؤشرا هاما على مدى صحة الحياة الديمقراطية والسياسية في البلدان المختلفة.
وقد تتسبب بعض المشكلات الاجتماعية في تراجع المجتمعات المدنية، في حال افتقارها للدعم المجتمعي وبناء قدراتها فهي تلعب دورا أساسيا في التنمية ، حيث يعتبرالمجتمع المدني ومؤسساته اللبنة الأساسية في التنمية الاقتصادية والفكرية والاجتماعية.
لذا سعت جاهدة لتقديم المساندة للمواطنين في شتى مجالات الحياة،وهي بدورها بحاجة للدعم والمساندة من قبل مؤسسات المسؤولية المجتمعية بهدف بناء قدراتها للمضي قدما في تحقيق تلك الأهداف من منطلق الإيمان بالدور المتعاظم الذي يمكن أن تسهم به مختلف القوى الاجتماعية في تطوير مجتمعاتها ومتطلباتها بهدف إيجاد مواقع لها في مسيرة التنمية من خلال حرصها على المشاركة في جميع الندوات والتي تساهم بلاشك في تنمية قدرات أعضاء الجمعيات والمنظمات المدنية.
ونجد وزارات التنمية الاجتماعية تسعى جاهدة لتنظيم لقاءات دورية في مجال القوانين والتشريعات ذات العلاقة بهذه المنظمات، والتي تهدف إلى تنمية قدرات أعضاء مجالس إداراتها، وتمكينها من القيام بدورها التنموي والاجتماعي، وفق النظام المؤسسي للمنظمة الأهلية بما يكفل مساهمتها الفاعلة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وبما يساهم لتحول منظمات المجتمع المدني إلى طاقة حقيقية تقوم بدورها المتوقع بكفاءة وجودة عالية.
ومن تلك المؤسسات “الشبكة الإقليمية للسمؤولية الاجتماعية ” والتي تقوم بدورها الفعال ، ومن خلال تعاونها مع منظمات المجتمع المدني العديدة في المنطقة العربية وفي خارجها ، بهدف تقديم المساندة والدعم من خلال برامجها وملتقياتها العديدة التي نفذتها مع جهات مانحة كبيرة، لتحول أعمال هذه المنظمات إلى ممارسات تحقق عائدا على المجتمع وعلى المستفيدين وكذلك على ذات المنظمات المجتمعية على حد سواء ، وبمفاهيم الاستثمار الاجتماعي. حيث اطلقت عامها الحالي ” عام تكوين مجتمعات استثمارية في مجال المسؤولية المجتمعية”، لتدار أعمال هذه المنظمات بممارسات الأثر المستدام.
ومن خلال صحيفتنا صحيفة إلتزام ومن خلال صفحاتها المتخصصة، ننقل لكم مبادراتها وسعيها الحثيث لدعم تلك المنظمات جنبا لجنب من أجل حياة اجتماعية وفكرية واقتصادية ترفع من حياة المجتمعات وتساهم في بناء الإنسان.
رئيسة التحرير
د.عبير أحمد الجودر