تجرتي مع الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية
عمارني بن يحي
السفير الأممي للشراكة المجتمعية- الجزائر
منذ صغري وانا شغوف بالعمل التطوعي والإجتماعي بحكم طبيعة الأسرة التي نشأت فيها، فبرغم دخلها المتواضع فقد كانت مضرب المثل في الكرم وحسن الضيافة واصلاح ذات البين، مما جعلني أتشبع بهذه المكارم الحميدة . فالتحقت منذ أنامل أظفاري بالكشافة الإسلامية الجزائرية، وتدرجت فيها بسرعة الى أعلى المراكز القيادية، والتي أتاحت لي الفرصة لصقل مواهبي وأعطتني دفعة قوية للعطاء المجتمعي والانساني على المستوى الوطني والدولي ولمدة اكثر من عشرين عاما متواصلة. ثم التحقت بالجمعية الوطنية للعمل التطوعي والتي لم أمكث فيها كثيرا بسبب ضغوط العمل ، حيث كان يتطلب مني سفرا متعددا، إلى أن وقعت عيناي ،وانا اتصفح بعض مواقع الشبكة العنكبوتية، على الموقع الالكتروني للشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية، والتي تقدم العمل المجتمعي بمفهوم جديد وعصري ، حيث اطلعت على أهدافها وأنشطتها ، وقررت أن أكون عضوا فاعلا فيها. فكانت تجربتي الأولى في الدوحة بحضور” الملتقى الدولي لإعداد مستشاري تطبيقات الاستدامة”، وهناك تعرفت عن قرب على بعض قيادات الشبكة الاقليمية حيث اختصروا لي الطريق للغوص في أهداف الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية والتعرف على فرص الالتحاق بها، ، كما لا أنسى تأثير الدكتورة منى عمير النعيمي الشريك المنظم للملتقى، وبعض سفراء الشراكة المجتمعية من الدول الخليجية والعربية،من الذين تعرفت عليهم في الملتقى، وجلهم من العلماء الأفذاذ، وأخص بالذكر الدكتور احمد الكندري الطبيب الاستشاري من دولة الكويت، وكذلك المشاركين المبدعين في الملتقى من سلطنة عمان وأخص منهم كلا من :الاستاذ يوسف اللمكي والشيخ عامر العلوي والدكتور حامد البلوشي فكانوا بحق نعم السند لي في هذه الرحلة العلمية ومابعدها . أما المحطة الثانية مع الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية فكانت إلى مملكة البحرين والمشاركة في الملتقى الرائع لقيادات منظمات المجتمع المدني والذي تناول موضوع “القيادة الاستباقية” حيث تعرفت من خلاله على نماذج قيادية عربية ذات مساهمات مجتمعية مؤثرة. ثم كانت المحطة الثالثة إلى الدوحة مرة ثانية لحضور فعاليات ” الملتقى الأممي لاحتراف ممارسات المسؤولية المجتمعية ” ، وهنا تم تتويجي بلقب سفير أممي للشراكة المجتمعية لأحمل لواء نشر وتعزيز ممارسات المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة في موطني الجزائر وسائر الدول العربية . وعزمت بعد حضوري العديد من المؤتمرات الأخرى للشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية كمؤتمر المسؤولية المجتمعية للمؤسسات المالية والمصارف الاسلامية ، وكذلك مؤتمر المرأة العربية للمسؤولية المجتمعية ، حيث كنت ضمن وفد الجزائر دعما للمشاركة الرسمية والتي شاركت بها معالي وزيرة البيئة والطاقات المتجددة الجزائرية السيدة فاطمة زرواطي ، أن أنقل هذه التجربة الى موطني الجزائر ، من خلال التواصل مع أعلى هيئة رسمية في البلاد. وبالفعل وبتوفيق من الله ومساعدة من بعض كبار المسؤولين تم إيصال هذه الرغبة عبر إطارها الرسمي إلى معالي رئيس الحكومة الجزائرية والذي كلف بدوره معالي وزيرة البيئة السيدة فاطمة زرواطي لحضور مؤتمر المراة العربية والمسؤولية المجتمعية بالدوحة ،فكان ذلك بمثابة إنجاز كبير بالنسبة لي ، ونقلة نوعية في فهم العمل الانساني والمجتمعي بشكله العميق بعيدا عن الطرح التقليدي. ومن ثم بدأت اتابع كل صغيرة وكبيرة عن نشاطات الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وبرامجها ومشاريعها في المنطقة العربية وفي خارجها، والاجتهاد في حضور ملتقياتها. وأعمل حاليا على تأسيس إطار رسمي للشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية في بلدي الغالي الجزائر مطلع السنة الميلادية الجديدة من عام2019م . إنها محطات مليئة بالإثارة والمعرفة وتستحق مني أن أوثقها عبر هذا المقال، لأنها كانت بحق مسيرة مهمة من مسيرة حياتي في مجالات العمل المجتمعي..