مفاهيم اقتصادية
” ترشيد” مبادرات وطنية طموحة
بقلم : أ. د علي عبدالله آل إبراهيم*
اتيحت لي الفرصة لتقديم برنامج تدريبي تخصصي للعاملين لدى إدارتي الترشيد والعلاقات العامة بعنوان” إعداد اخصائي مسؤولية مجتمعية،بتنظيم من المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء(كهرماء) . وقد جاءهذا البرنامج التدريبي متوافقا مع رؤية” كهرماء” لتحقيق الإستدامة المؤسسية والبشرية، وخاصة بعد اطلاق “كهرماء” مؤخرا تقريرها الأول للإستدامة لعام 2014 ميلادي. وكان ذلك البرنامج فرصة للبحث والإستزادة المعرفية والمهنية، في واحدة من أهم الممارسات المسؤولة،والمتمثلة في البرامج الوطنية لترشيد الكهرباء والماء في المنطقة العربية على وجه العموم، ومنطقة الخليج على وجه الخصوص. وحينما نقف مع مفهوم ترشيد الكهرباء على سبيل المثال، نجد أنه الاستخدام الامثل لموارد الطاقة الكهربائية ، عبر مجموعة من الإجراءات اوالتقنيات التى تؤدى إلى خفض استهلاك الطاقة، دون المساس براحة الافراد أو إنتاجيتهم ، واستخدام الطاقة عند الحاجة الحقيقية لها، حيث أن تحسين كفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها ، لا يعني منع استهلاك الكهرباء. وتتمثل اهمية ترشيد الطاقة الكهربائية فى انها احد اهم الركائز الاساسية للاستغلال الامثل لمصادر الطاقة الاحفورية، مثل البترول ومشتقاته والتي تستخدم فى محطات توليد الكهرباء بما يساعد فى الحفاظ على هذه المصادر للاجيال القادمة.
وستطلق الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قريباً حملة إعلامية توعوية واسعة النطاق، تهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء والماء في دول مجلس التعاون. وقد وقّعت عقداً مع مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بهدف الإشراف على هذه الحملة النوعية وتنفيذها، في سياق جهود واستراتيجيات دول المجلس لتعزيز ثقافة ترشيد استهلاك الكهرباء والماء والحد من الطاقة المهدرة في دول مجلس التعاون.
وستحرص الحملة التوعوية الخليجية على إيصال رسالتها إلى شريحة واسعة من المواطنين والمقيمين في دول المجلس عبر مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، إلى جانب وسائل الاتصالات الحديثة من شبكة الإنترنت والهواتف النقالة، مستفيدة كذلك من الفعاليات الرياضية والثقافية والاجتماعية وغيرها من فعاليات ومناسبات كبيرة يتم تنظيمها في دول مجلس التعاون.
وأن الهدف الأساسي من الحملة هو تعزيز وعي وثقافة المواطنين والمقيمين في دول المجلس بأهمية الحفاظ على طاقة الكهرباء والماء، والحد من الهدر غير المبرر فيهما، لافتاً إلى أن الدراسات في هذا الشأن أثبتت أن هناك معدلات مرتفعة جداً في استهلاك الكهرباء والماء في دول المجلس خلال الأعوام الماضية على نحو يدق ناقوس الخطر ويهدد حياتنا ومستقبل أجيالنا.