مفاهيم اقتصادية
جائزة إلتزام للصحافة العربية المسؤولة
بقلم : أ. د علي عبدالله آل إبراهيم*
ستنطلق يوم السبت القادم بإذن الله فعاليات ” جائزة إلتزام للصحافة العربية المسؤولة لعام 2014 “. حيث سيتم منح الجائزة للمؤسسات الصحفية العربية المسؤولة ، والتي حملت على عاتقها دعم الأنشطة المجتمعية، والترويج للقيم المجتمعية عبر تغطياتها الصحفية، وكذلك التفاعل مع القضايا والشأن المجتمعي بإحترافية مهنية. وستقدم الجائزة للصحيفة الفائزة في كل دولة عربية بشكل مستقل. ويرعى الجائزة المهنية مركز اخلاقيات العمل والأعمال التابع للشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية.
إن الصحافة العربية المسؤولة هي التي يتفاني القائمون عليها في توفير خدمة اعلامية ، تصل بالقارئ إلى بر الأمان عندما تصل إليه المادة الإعلامية، بعدما اسيقنت المؤسسة الإعلامية أن العاملين بها قد بذلوا اقصى مايستطيعون من التحري والتثبت لضمان صدقية المادة الإعلامية، وكذلك الإحترافية في عرضها، والحيادية والشفافية في تقديم محتواها للقارئ المستهدف. كما أن المؤسسة الصحفية المسؤولة ،عليها واجبات أخلاقية في داخل مؤسستها، حيث لاتتوانى لحظة واحدة في مساندة الاعلاميين والصحافيين لـتادية عملهم المهني موفرة لهم الدعم المادي والمعنوي
والمهني . والصحافة المسؤولة هي التي تقدم العطاءات الواحدة تلو الأخرى، كي يصل الينا إعلام راق ومسؤؤول، ننعم باسلوبه الموضوعي وذوقه الرفيع .
والصحافة المسؤولة هي التي يكون فيها العاملون في موقع المسؤولية ، حيث يعتبرون وقتهم ليس ملكا لهم او لأفراد عائلاتهم , بل ملك للمجتمع، والقارئ، والمتابع.. حيث يسعون للبناء لا التخريب ،ويقودون الناس في اتجاه العطاء والتنمية والأمن الإجتماعي والإستقرار .
والصحافة المسؤولة هي التي يقود عملها ويضبطه ميثاق شرف المهنة، ومعايير أخلاقيات الأعمال المتعارف عليها، والمعتمدة من قبل منظمات مهنية ذات صدقية.
إن الدافع وراء إطلاق جائزة للصحافة العربية الملتزمة بالممارسات الأخلاقية في أداء رسالتها، هو حالة الهرج والمرج التي تعيشها مؤسساتنا الإعلامية، والتي فقد الكثير منها بوصلته الأخلاقية حتى اصبح المستهدفون من تغطياتها في حالة من الإضطراب الثقافي والتوعوي، ولايعرف القارئ أين يذهب، واين يجد الحقيقة ويأنس بها. وفي ظل هذا الواقع العربي المحزن، هناك مؤسسات صحفية حافظت على قيمها المهنية بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها وابرز تلك التحديات : التحديات السياسية والإقتصادية، وكذلك الصعوبات التي تهدد استمرار عطاءها بل حتى وجودها.
لقد تدافعت العديد من المؤسسات الإعلامية والحقوقية على المستويين الوطني في كل قطر عربي ، أو الإقليمي لتقديم حلول لفقدان الهوية الإعلامية. ومنها من طالب بضرورة تفعيل مبادرات ميثاق الشرف الإعلامي، ومنها من طالب كل مؤسسة إعلامية عربية بأن يكون لها مدونة سلوك تساهم في تأطير ممارساتها الإعلامية. ومنها من يطالب بوجوب إبعاد المؤسسات الإعلامية ومنها الصحفية عن حالة التجاذب السياسي،والإنقسامات المجتمعية، لكي تقوم تلك المؤسسات الإعلامية بواجب التشجيع على التعايش المشترك، وقبول الآخر ، وتوعية المجتمع بواجباته الوطنية ، والقومية ،
والإسلامية.
وختاما ،نتطلع إن تقوم هذه الجائزة، وغيرها من الجوائز المهنية ، بدور رصين في تشجيع مؤسساتنا الصحفية في المنطقة العربية بتبني مبادرات مسؤولة تستجيب للحاجات المجتمعية العديدة، وتنقل القارئ من صفوف المواطنين السلبيين إلى صفوف وفئة ” مواطنين ايجابيين”.