جمعيات حفظ النعمة والإسراف
أ. جابر الرويعي
رئيس مركز الاستشارات المسئولة
الشبكة الاقليمية للمسئولية المجتمعية
من الجميل أن تكون لدينا جهات تحفظ النعمة ؛ شريطة أن لا تتكاثر تلك الجهات فتحول المبادرات الخيرية المستدامة لحفظ النعمة لصبغة تجارية تنحرف عن هدفها الأساسي الذي أنشئت من أجله.
فلولا وجود فائض كبير من الطعام لما كان لجمعيات حفظ النعمة وجود ، لذا من المفترض أن جهات حفظ النعمة مع الوقت عددها يتقلص لا يتزايد تماشياً مع التوعية بعدم الإسراف في كميات الطعام سواء في الأفراح و بقية المناسبات الأخرى التي عادة ما يكون التنافس في البذخ على أشده فيها لإظهار شدة الكرم وهو ما يتنافى مع تعاليم ديننا الاسلامي مصداقا ً لقوله تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ سورة الأعراف31
إن الاهتمام بصحة الفرد تبدأ من حصة طعامه على السفرة المنزلية مروراً بكفتيريا الجامعة وانتهاء بمكان العمل بحيث يتشرب الشخص ثقافة تقليل الهدر الغذائي بكل صوره وأشكاله، حدثني أحد أصدقائي عن بادرة جميلة ومبتكرة بأحد المطاعم تقوم على مكافأة الزبون من خلال تخفيض فاتورة طعامه إذا ما أنهى وجبته ولم يترك بقايا في طبقه ، فمن خلال تلك المبادرة تتأسس لدى الفرد ممارسة هامة وهي ” الأخذ على قدر الحاجة ” وعدم اتباع منهجية شعبية لدينا تقول دعه ” يزيد ولا يقصر ” التي خلفت ورائها الكثير من الجوعى دونما قصد .
علاوة على ذلك اتباع طريقة الأكل الفردي بحيث يكون لكل شخص طبقه على السفرة أفضل من الطبق الجماعي ، حيث يدرك كل شخص بعد ذلك كفايته من الطعام ويعلم مقدار ما تناول ولا يمنع أن يكون هناك يوم يأكل فيه الجميع من طبق واحد كنوع من الألفة الاجتماعية دون ضرر ولا ضرار ، كما لايفوتنا الاستفادة من بقايا الخضروات والفواكه لتصنيع “الدوبال “وهو السماد العضوي وبذلك نكون قد قللنا الهدر الغذائي واستفدنا من بقايا طعامنا لصالح الإنسان والحيوان والنبات بهذه الطريقة ” لا نترك أحدا ً خلفنا ” .
