كورونا هل سيعي الإنسان ؟….الدرس من كورونا ” كوفيد ١٩” بالحفاظ على البيئة
أعده للنشر: فواز محمد الدخيل
مستشار التنمية البشرية والمسؤولية المجتمعية
قبل بداية عام ٢٠٢٠ حذر العلماء من احتمال ارتفاع درجة حرارة الارض باكثر من ١.٥درجة بنهاية القرن الحالي. كان هذا هو المشهد اليومي في العالم:
- تلوث المصانع..
- زحام السيارات
- آلاف الطائرات في المجال الجوي..
* ويقول مجموعة من الباحثين، الذين نشروا تعليقاً في مجلة “Nature”، إن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن تغييرات لا رجعة فيها على النظم البيئية للأرض تحدث بالفعل، وأننا الآن في “حالة طوارئ”.ويشمل ذلك تدمير الأمازون على نطاق واسع، وتقليص الجليد البحري في القطب الشمالي، وتدمير الشعاب المرجانية على نطاق واسع، وذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند وغرب القطب الجنوبي، وذوبان الجليد الدائم، وزعزعة استقرار الغابات الشمالية التي تحتوي على أعداد هائلة من الأشجار التي تنمو في الأجواء الشمالية المتجمدة، وتباطؤ دوران المحيطات. وقال العلماء ان منظر ومشهد الغلاف الجوي فوق الصين واوروبا خطير جدا.وفجاة ، أصبح المشهد هكذا صافي ،ونظيف وذهبت كل النقاط الخطرة . فقد أختفت الطائرات في المجال الجوي ، وأصبحت الشوارع خاوية من السيارات في أغلب مدن العالم، والمصانع شبه متوقفة، والسبب معروف هو فيروس كورونا “كوفيد -١٩”.
من جهة أخرى فإن الحظر المنزلي وتراجع النشاط الاقتصادي قادا الى تراجع قياسي لمستويات التلوث في العالم . حيث التئم ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبيه، وتحسن مستوىجودة الهواء في ٣٣٧مدينة حول العالم باكثر من ١٢٪، والسبب الرئيس هو بقاء الإنسان في منزله ، وتوقفه عن إستخدام الكثير من ملوثات البيئة ، مما أوضح ان الحفاظ على البيئة بيد الإنسان وبالإمكان علاج مسببات ذلك التلوث. فوسائل النقل مسؤولة عن ٢٣٪ من انبعاثات الكربون. إن الأرض تنفست مؤقتاً، وخرج الغزال للتجول في شوارع لندن وعادت الطيور المهاجرة لتحتل شاطئ “أغوا دولسي”في البيرو.
وقد شاهد سكان باريس البط يسير في شوارع مدينتهم، وفي البندقية شاهد السكان الأسماك الصغيرة تحت المياه النقية ،وظهر البجع في نيودلهي ، وتجولت القردة في الشوارع الخاوية من البشر . إن خبراء البيئة يأملون ان يتعلم البشر سلوكيات الحفاظ على البيئة عبر الإستفادة من دروس العزل والبقاء في المنازل ، والإعتياد على البيئة النظيفة في مدنهم، مما يدفعهم لخفض إستخدام وسائل النقل والتركيز على قطاعات الطاقة النظيفة .ولكن هل سيتعلم البشر فعلاً بعد نهاية أزمة كورونا ؟
المصدر : ناشيونال جيوغرافي- النسخة العربية