رئيسة التحرير صحيفة اللتزام / د. عبير الجودر
التوحد ذلك الاضطراب الذي يصيب الطفل فجأة خلال الثلاث سنوات الأولى من عمره، اضطراب حار فيه العلماء والباحثون في معرفة أسبابه الحقيقية، إلا أنهم أجمعوا بأنه اضطراب يصيب الطفل أثناء مراحل عمره الأولى مما يؤثر بشكل مباشر على تفاعله الاجتماعي وتواصله مع من حوله، كما يؤثر على أنشطته واهتماماته أثناء اللعب، أضف لذلك المشكلات الحسية التي يتعرض لها مما تؤثر على حياته الطبيعية مع أسرته ومجتمعه تأثيرا كبيرا يحيل دون ممارسة تلك الحياة بمرونة ويسر.
وحيث أُطلق عليه مؤخرا اضطراب طيف التوحد ـ بعد مروره بعدة مسميات ـ والتي تندرج تحت هذا المسمى العديد من الاضطرابات المشابهة لاضطراب التوحد بشتى درجاته، إلا أنني أرى أن التوحد: معادلة كباقي المعادلات بهذه الحياة، تحتاج إلى معطيات لحلها، فماهي تلك المعطيات!؟
أهم تلك المعطيات، فهم ماهو التوحد؟ متى؟ أين؟ وكيف يتم التعامل معه؟
فالتوحد ماهو إلا اختلاف يتطلب عزيمة وتحدي وصبر، وسننجح في الأخذ بيد هذا الطفل إلى بر الأمان. فنحن قد نصاب بنقص بأحد الفيتامينات بأجسادنا، ولكي نعالجه نعمل على أخذ جرعة مضاعفة من هذا الفيتامين لتعويض النقص. كذلك هو التوحد علاجه من قصوره، وحتى تُعالج قصور التفاعل الاجتماعي، أغدق عليه من الحب والحنان، أما قصور التواصل، فتواصل معه أيا كان الأسلوب. ولقصوره في الأنشطة والاهتمامات، اهتم بما يهتم به واخرج منه أفضل ما عنده.
فقط.. لا تتركه وحيدا في عالمه، بل اخترق ذلك العالم، وحارب حتى تسترجعه إلى عالمنا.
نعم، نحن قادرون على مساعدة أطفالنا من ذوي اضطراب طيف التوحد، وجعلهم أفراد فاعلون بالمجتمع بإصرارنا وعزيمتنا وتكاتفنا مع بعضنا البعض.
وما نحن في الشبكة الاقليمية للمسؤولية المجتمعية إلا أفراد مسؤولون عن كل فئات هذا المجتمع نسعى لنشر ثقافة التعامل معهم وما يُصب لمصلحتهم، من خلال مانقدم من ثقافة ووعي ضمن فعاليات الشبكة ونشره من خلال صحيفتنا المسؤولة “إلتزام”. آملين من الله ان تعم الفائدة على الجميع.