بقلم : الأستاذة حنان ملاوي
رئيسة مركز خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة
من حولنا الكثير من الأشخاص الملهمون والمتميزون والذين نستمد منهم الأمل والحافز لنكون مثلهم ونمضي قدماً في طريق النجاح ، فكيف عندما يكون هذا الشخص ليس مجرد شخص عادي بل هو شخص مبدع وملهم من ذوي الإعاقة
ليس غريبا أن يوجد مثل هؤلاء حولنا فلو عدنا إلى الاف السنين وتأملنا سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لوجدنا معاقين أفذاذ في ظل الإسلام
نعم معاقين يمتلكون المكانة اللائقة والمتميزة سواء كانت مكانة دينية أو سياسة أو اجتماعية ولم تنقص إعاقتهم من ذلك شيء .
فذلك الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه :- حَبْر الأمة وترجمان القرآن الذي استطاع أن يجمع العلم في زمانه حتى أصبح مرجع الأمة في العلم الشرعي على مر الزمان، بل أصبح المبصرين يسألونه ويستفتونه في مسائلهم الخاصة، على الرغم من فَقْده لحاسة البصر. يقول ابن عباس في وصف حاله:
إن يأخذ الله من عيـني نورهمـا *** ففي لساني وسمعي منهما نـور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي عـوج *** وفي فمي صارم كالسيف مأثور
وهذا صحابي آخر هو معاذ بن جبل رضي الله عنه :- يختاره الرسول صلى الله عليه وسلم من بين المسلمين ويرسله إلى اليمن عاملاً له عليها، بل ويكتب إلى أهلها قائلاً: “إني بعثت عليكم خير أهلي”. وقد كان معاذ رضي الله عنه أعرجَ، فلم يمنعه العرج من تبوء المكانة التي يستحقها في الحياة السياسية والاجتماعية الإسلامية.
ولنا أن نقول أنه في ظل الإسلام وصل ذوي الإعاقة إلى أعلى المراتب وأصبحوا قصة نجاح يحتذى بها فكان منهم العلماء والمحدثون ، مثل :- ابن عباس وعاصم الأحول ، وعمرو بن أخطب الأعرج ، وعبد الرحمن الأصم ، والأعمش ، وغيرهم.
وها هو يعود الزمن بنا الآن فنجد من حولنا الكثير من قصص النجاح لذوي الإعاقة فمنهم من تميز بإلقاء الشعر ومن تميز بقراءة القران وذاك تميز بالدعوة إلى الله وحث الآخرين على التوجه لله وآخر تميز باستخدام عقله لاختراعات متميزة ، وتطول قائمة المتميزين حولنا من ذوي الإعاقة ومنهم نتعلم أن لا شيء يقف في طريق تحقيق الأحلام والوصول إلى الأهداف فقط تذكر واستحضر شخصيات نصب عينيك واجعلهم القدوة والمحفز المستمر لك .
ملهمون للابد .