منظمات المجتمع المدني والمسؤولية المجتمعية :
د. شيمة العتيبي
تعتبر مؤسسات المجتمع المدني ممثلة بالمؤسسات الخيرية المسؤولية الاجتماعية من أهم الركائز الداعمة للحياة المجتمعية الضرورية في سبيل تقدم الفرد والمجتمع لما لها من دور كبير في تنمية مفاهيم وأسس المسؤولية الاجتماعية من خلال إنشاء المراكز العلمية وإرساء الدعائم الثقافية والعلمية ونشر ثقافة التطوع في مجتمعاتنا الحديثة للمساهمة في رفع أهمية الاعمال المسؤولة مجتمعيا لدى الأفراد والمجتمعات والمتتبع لعمل منظمات المجتمع المدني يرى اهتمام المنظمات الوقفية والخيرية في إقامة المدارس والاعتناء بها وبناء مراكز التأهيل والمراكز الصحية ودور الايتام ودور رعاية كبار السن ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما تطورت مهام منظمات المجتمع المدني في تحملها للمسؤولية الاجتماعية ، حيث غطت أنشطتها سائر أوجه الحياة الاجتماعية وامتدت لتشمل كفالة الضعفاء والفقراء والمساكين والأرامل ، والاسر المنتجة حتى أصبحت المنظمات الوقفية من أفضل الأدوات التى تعمل على تحقيق التنمية الشاملة المستديمة ، وكذلك أصبحت نقطة الالتقاء بين قطاع الأعمال والعمل التنموى والعمل الاجتماعي ، من خلال عمل مشروعات استراتيجية لحل المشكلات المزمنة مثل البطالة ومحو الأمية ، وتقليل الاعتماد على المنح الأجنبية ، والربط بين القوى الثلاث ” قطاع الأعمال والحكومة والمجتمع المدنى ” في تحقيق مصالح مختلفة للأطراف الثلاثة ، عن طريق مساهمة الشركات في الأعمال التطوعية والخيرية والاجتماعية وفتح المجال للمشاركة المجتمعية وتحقيق التنسيق بين الشركات المختلفة فى مجال المسئولية الأجتماعية .
ان المؤسسة الوقفية ستحقق مسؤوليتها الاجتماعية مع الشركات ، عن طريق المساهمة في إنشاء المراكز الصحية والمستشفيات ، ودور الرعاية الاجتماعية وتزويج المحتاجين من الفتيان والفتيات وشق الأنهار وحفر الآبار وكذلك انشاء مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم للمشاركة في بناء المجتمع ، الأمر الذي يجعل للوقف فضل كبير وتأثير حميد في بناء حضارة مجتمعاتنا وأن تركز على أساليب التكافل الاجتماعي وأخلاقيات العمل التجاري والتنموي لتحقيق جهود مسؤولة تجاه مختلف أصحاب المصالح .
إن أصحاب رؤوس الأموال والمشاريع الاستثمارية اليوم بحاجة إلي تجديد وظيفة الوقف الإسلامي ليشمل صيغا وقفية معاصرة تعالج قضايا الأمة وتهتم بشؤونها وتحل مجموعة من مشاكلها لتواكب هذه المؤسسـات الخيرية تطلعات الأمة في بنائها الحضاري المنشود ، ولتسهم في عملية التنمية المستدامة ، ولتتحمل مسؤوليتها الاجتماعية في تحقيق الأمن والرفاهية والسعادة لكافة أبناء المجتمع من خلال دعمها لمؤسسات الدولة في القيام بمهامها المناطة بها مواكبةً التطلعات الحديثة .
بقلم :
د. شيمة بنت إبراهيم العتيبي