بقلم : الدكتور حافظ الحاج مكي
رئيس وحدة دعم المجتمع بولاية شمال كردفان
عندما أتحدث عن أطفال السجون فأنا لا أتحدث عن أطفال مجرمين ارتكبوا مخالفة يحاسب عليها الشرع والقانون و لا أتحدث عن أطفال مشتبه بهم منتظرين محاكمة تبرئهم أو تبقيهم فى داخل السجن – بل أتحدث عن أطفال مصاحبين لأمهاتهم اللواتي تمت محاكمتهن بعد إدانتهن بإحدى الجرائم التى يعاقب عليها القانون .
قد يكون الطفل المسجون دخل مصاحباً أمه من الخارج كما ذكرت , وبعضهم قد ولد فى داخل السجن فأمه دخلت السجن و هي حبلى به , ولكل واحد منهم ظروف مختلفة عن الآخر – فالقادم من الخارج له قليل من الخبرات المعرفية عن ماهية الأشياء التى شاهدها فى بداية طفولته الأولى رغم صغر سنه ، وفى المقابل تنعدم كثير من المعارف للطفل الذى ولد داخل السجن فهو لم يشاهد ولم يتعرف على معظم الأشياء حتى البسيطة – فداخل السجون لا توجد الحيوانات بأنواعها ولا أماكن للشراء ولا ألعاب – بل ولا توجد علاقات أسرية غير أمه التى معه – فلذلك يعانى الطفل الذى تتمسك به أمه – حتى يبلغ السادسة من العمر – وهوعمر التمدرس – بعدها يمكن أن توصي بأن يكون تحت رعاية أحد أقاربها خارج السجن لكى يستطيع بداية تعليمه .
هذا الوضع لهؤلاء الاطفال دفع عدد من المنظمات والخيريين و من واقع مسؤوليتهم الإجتماعية أن يتبنوا ممارسات علاجية مختلفة منها :
– إطلاق سراح الأمهات دون شك يعد إطلاق سراح الأم هو الحل الكامل للطفل وإخراجه من حيطان السجن ليعيش حياته الطبيعية بحريته الكاملة – لذلك تعمل بعض المنظمات والخيريين– وكذلك أمانة ديوان الزكاة , يعملون على دفع المبالغ المستحقة للأمهات ذوات الاطفال إذا كان الجرم المرتكب يمكن أن يسدد بالمال وليس فيه حق لآخرين غير الحق المالى ، يصاحب ذلك- العمل على تمليك الوالدة مشروع إستثمارى بسيط يساعدها على الكسب الحلال ورعاية طفلها .
– دعم وتنويع الغذاء : الطفل فى السجن لا تقدم له وجبة خاصة به تناسب عمره ومرحلة نموه – بل يتناول من الطعام ما يقدم للكبار – لذا يتدخل بعض الخيريين وبعض المنظمات , بصورة متقطعة – بتحسين الوضع الغذائى للطفل وتقديم بعض الفواكه والتحسينات الغذائية الأخرى.
–الدعم الصحى : تقوم بعض المنظمات التى تعمل فى المجال الصحى بعمل أيام علاجية داخل السجن وذلك يشمل عمل الفحوصات لكل الاطفال وأمهاتهم بصورة مستديمة وتوفير العلاج وتقديم النصح للامهات حتى لا يصاب الأطفال باى نوع من انواع سوء التغذية خلال الفترة التى يقضيها دخل السجن .
الملابس : تجتهد بعض المنظمات بتوفير الملابس المناسبة – خصوصاً فى فترة الشتاء للاطفال وأمهاتهم –وتوفير الأغطية .
لعب الأطفال: توفير بعض الالعاب الصغيرة حسب نوع الطفل (ذكر أو أنثى )- فيتم توفير الألعاب من بعض الخيرين والمنظمات المجتمعية – حتى وإن كانت الألعاب مستعملة تساهم بها بعض الأسر.
جلسات ترفيهية : بما إنه لا يوجد أى مجال للترفيه داخل السجن – ولا حتى مشاهدة التلفزيون – تقيم بعض المنظمات أيام ترفيهية تشمل أغانى اطفال ومسرحيات قصيرة تدخل بعض السرور والبهجة على الاطفال الصغار وإكسابهم بعض المعارف المختلفة البسيطة .
فرحة المولد النبوى الشريف : المولد النبوى الشريف مناسبة دينية يحبها الاطفال فى كل العالم الإسلامى – وتستمر الإحتفالات فى السودان لعدد من الأيام – لذا يجتهد بعض الخيرين من أصحاب محلات الحلوى بتوفير الحلوى من عروسات وأحصنة والانواع الاخرى بغرض إدخال الفرحة للاطفال وأمهاتم داخل السجن وربطهم بتلك المناسبة الدينية .
دعم رمضان: تقدم بواسطة المنظمات والخيرين – كمية بسيطة من الأغذية و التى تشمل السكر و العصائر وبعض معينات الصيام تقدم للأمهات وتكون أكثر فائدة خصوصاً للامهات المرضعات داخل السجن .
فرحة عيدي الفطر والأضحى : فى عيد الفطر تقدم بعض المنظمات الحلوى والملابس للاطفال داخل السجن وأيضاً لبعض الامهات – اما فى عيد الأضحى فتكون اللحوم هى مايقدم.
ما ذكرته هى مجموع مناشط دأب على تنفيذها عدد من المنظمات والجهات المسؤولة لسنوات طويلة – فى مدينتى الصغيرة التى بها سجن قومي – ويفعلون ذلك لشعورهم بمسؤليتهم الإجتماعية تجاه شريحة ضعيفة وهم الاطفال فى أضعف حالاتهم بوجودهم القسري داخل السجون ومشاركة أمهاتهم دون ذنب أو جرم .