بقلم: نادية محمد احمد البطحاني
سفير أممي في الشراكة المجتمعية
عندما نتحدث عن السلام الاجتماعي نتحدث عن الاستقرار الاقتصادي والأمني والغذائي ولا يتأتى ذلك إلا بالتنمية والتي يقع جانب كبير منها على المرأة.
وإن وصفنا التنمية فهي مجموعة من الوسائل والطرق التي تستخدم من أجل تحسين مستوى الحياة في النواحي المختلفة بالمشاركة الايجابية، والمشاركة الايجابية لا تكتمل إلا بإدراك كل منا دوره وبتكامل الأدوار تتحقق التنمية.
وفي ظل الاهتمام بالتنمية المستدامة أصبح للمرأة دور هام وكبير في تضافر الجهود والتشارك من أجل تحقيق التنمية والمسؤولية المجتمعية وباتت مشاركة في اتخاذ كافة القرارات التي تتعلق بالمجتمع. وأصبحت رسالتها التنموية هي في المقام الأول رسالة صدق وخدمة مجتمعية تهدف إلى تحسين حياة المجتمع من خلال المساهمة في تنمية وتطوير المجتمع في المجالات المختلفة،
وبما أننا ندرك أن أهم أنواع التنمية هي التنمية البشرية بإعدادها وتثقيفها وتحفيزها على العطاء والابداع وزيادة كفاءتها وتطوير قدراتها وتحسين أوضاعها لتحقيق التنمية التي تقوم على أساس منهجية مدروسة لرفع مستوى الحياة وإحداث التغيير في طرق التفكير والعمل ورفع مستوى الاجيال واعدادهم للعمل والاجتهاد ، من هنا تبرز الاهمية القصوى والجوهرية للدور الكبير الذى يقع على عاتق المرأة في عملية التنمية التى ترتبط بخدمة الانسان وأنشطته على هذه الارض والذى تبدأ المرأة في تعليمه منذ نشأته الاولى وترتبط به التنمية بكافة وجوهها وانواعها .
والمرأة الناجحة تحتاج الى زوج متعاون يدفع بها الى الامام ويساعدها في المحافظة على دورها الثقافي والاجتماعي والقيمي والديني لأن اسهامها في التنمية يرتبط بنجاحها في مملكتها ومدى تأثيرها وقدرتها على التواصل مع الاخرين فيكون دورها فاعلا ومؤثرا .
واسهام المرأة في عملية التنمية يبدأ بدورها في التنشئة وفي الاقتصاد المنزلي بترشيد الاستهلاك وعدم الاسراف وفي ايجاد البدائل في وقت الكوارث والأزمات.
وللمرأة دور كبير في تخفيف الفقر والقضاء عليه ولها القدرة على تلبية الاحتياجات الروحية والمادية لأفراد أسرتها، وهي تضع دائما استراتيجية توظيف ميزانية الاسرة وتحدد الاولويات وعلى عاتقها تهيئة البيئة المناسبة لافراد الاسرة من ابناء وازواج او اخوان للاطلاع بدورهم بصورة ايجابية وفاعلة.
ولأهمية العنصر البشري الذي أساسه المرأة؛ فهي التي تعمل على تعليمه والحفاظ على صحته وتنمية قدراته وتدريبه اجتماعيا واقتصاديا خاصة في الريف ، بدأت كثير من الدول تولي المرأة اهتماما متزايدا لاضطلاعها بمسؤولياتها واوضحت كثير من الدراسات ان المرأة لها التأثير الكبير في صنع ووضع القرارات ومشاركة في التنفيذ مما يسهم في الخروج من دورها التقليدي الذي يحد من انجازاتها التى تسهم في تنمية وترقية المجتمع الذي يبدأ من اسرتها الصغيرة .
ونجد المرأة بارعة جدا في سد الفجوات الغذائية ووضع البدائل لافراد اسرتها في حالات الندرة ، فتوفر الطعام يساعد علي الاستقرار واستقرار الاسرة يعني استقرار المجتمع ومعلوم ان المجتمع كلما كان مستقرا زاد ترابطه وتماسكه وتكافله بذلك يتوفر الاستقرار السياسي والاستقرار الاجتماعي وبتوفر الامن الغذائي يكون الجو مهيئا للتنمية لأن التنمية لا تتم إلا في أجواء آمنه ومستقرة وبتحقيق الأمن الغذائي الذي تعد اسهامات المرأة فيه واضحة سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة تتحقق التنمية .
ولتحقيق تنمية مستدامة لابد من العمل على رفع الوعي البيئي لدى المرأة وخاصة الريفية حيث يتأثر دور المرأة بمدى ثقافتها ومستوى تعليمها ومدى تنميتها لشخصيتها ويؤثر التعليم تأثير قوي على شخصية المرأة ويجعلها قادرة على تقييم ماتتلقاه من معارف حتى تواكب التطور العالمي المستمر كما أنه من الضروري التوعية والتثقيف بأهمية المحافظة على البيئة لأن القطع الجائر للغابات وازالة الغطاء النباتي من اكبر المهددات للموارد الطبيعية وأن تشتمل التوعية الابتعاد عن تلوث البيئة وذلك لاجتناب الكوارث الصحية التي تهدد الموارد البشرية وتضعف الانسان وتقعده عن العمل والانتاج ونتجنب هدر الاموال التى تنفق في العلاج.
وتقدم المجتمعات يقاس بدرجة تقدم النساء ونجد أن الاسلام أعطى صورة متكاملة منذ بداياته للدور الكبير للمرأة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وبقيامها بهذا الدور تكون قوة مؤثرة فعليا على كافة أوجه الحياة ويتحقق بذلك مفهوم التنمية الشاملة الذي يسهم في ترقية المجتمع والخروج به من الأطر التقليدية المتخلفة إلى إطارات أكثر تميزا وأكثر ايجابية في تحقيق الرفاهية التي تتحقق بقيام كل منا بدوره بشفافية وصدق واخلاص .