القيـــــــادة المستدامــــة
Sustainable Leadership
بقلم المستشار / جابر صقر الرويعي
نائب رئيس التحرير
أصبحت قضايا البيئة والاستدامة أمورًا ذات أهمية قصوى في عصرنا الحديث فلا تخلو أي منصة إعلامية من خبر يتعلق بالتنمية أو الاستدامة أو كلاهما معاً ، كما أصبح مفهوم القيادة المستدامة يحظى بمزيد من الاهتمام والتركيز، وتعد القيادة المستدامة واحدة من أهم الأنماط القيادية إن صح التعبير التي بحاجة لتسليط مزيد من الضوء عليها من خلال البحوث والأدبيات لما لها من أهمية قصوى ، تمكن المجتمعات من تحقيق التنمية والحفاظ على الموارد ، ولا وجود لتنمية مستدامة دون قيادة واعية تضمن تحريك التروس التشغيلية بشكل مستدام .
فالقيادة المستدامة مفهوم يشير لقدرة المنظمات والمجتمعات على تعزز الاستدامة المجتمعية وحماية البيئة بكافة أشكالها ، فالقيادة المستدامة من المفترض أنها على مستوى من الوعي بالآثار المحتملة لقراراتها وأفعالها على الأجيال الحالية والقادمة، تعمل بجد للحد من التأثيرات السلبية ورفع مستوى التأثيرات الإيجابية من خلال افضل الممارسات المتبعة من قبل القادة لترك بصمة إيجابية وإحداث التغيير نحو الأفضل .
ضمن تلك الممارسات توظيف الإبداع والابتكار في التنمية ، من خلال السعى الحثيث من قبل القادة لربط الأفكار الإبداعية بالتحديات المتجددة ، علاوة على ذلك الأخذ بعين الاعتبار العواقب البيئية ،الاقتصادية ، الاجتماعية، كما يعد التواصل الفعال أحد تلك الأسس القيادية للتنمية حيث تعمل القيادة المستدامة على تشجيع التواصل الفعال وتبادل الأفكار والآراء بحرية من خلال الحوار لبناء الثقة.إن امتلاك الرؤية الواضحة للمستقبل تتعزز بالشراكات السليمة و مشاركة هذه الرؤى مع أصحاب المصلحة لتتحقق الأهداف المشتركة. بشكل عام إن تطبيق الممارسات القيادية المستدامة فعليا ً ليست بالعملية السهلة ، فمقاومة التغيير حاضرة على الدوام حتى وإن كان التغيير لصالحها ، فما بالك إن كان التغيير لا يخدم مصالحها على المستوى القريب ، لذا ينبغي على القادة السعي بصورة دائمة تنويع أساليب الإقناع من خلال الدراسات المستفيضة ولغة الأرقام والحقائق للوصول بالتنمية المستدامة إلى مستويات متقدمة .
لذلك تعد القيادة المستدامة أحد أهم العناصر لتحقيق التنمية المستدامة، فمن خلالها يمكن للمجتمعات أن تلعب دورًا فعالًا في الحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من التأثيرات السلبية ، مما ينبغي على القادة التحلي بالقدوة السليمة في تبني ممارسات الاستدامة الحقيقية لا الشكلية لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي و البيئي دون الاضرار بالجانب الاجتماعي بالتالي يمكننا حفظ حقوق الأجيال الحالية دون الإضرار بحقوق الاجيال المستقبلية .